( الرجل والشركه )4/4
ذلك الرجل 😊الذي كان يعمل مسيره طويله من حياته ، تنقل بوظائف كثيره حتى أصبح لديه مبلغا من المال لا بأس به ، لم يقرر هذا الرجل أن يبقى بمنزله ويأخذ فوائد أرباح ما جمعه من مال طول حياته ، وكان يفكر بشده أن يشتري مشروعا صغيرا يقف عليه بنفسه ويديره ويستفيد من عوائده ، وكان إنسان ذو طموح يحب الآخرين ويعطف على المساكين وجل إهتمامه مساعدة الآخرين ، فقال لأصنع لنفسي مالم يصنعه أحد قبلي ، بحث وبحث عن مشروع يتناول رغبته إنما لم يجد ذلك المشروع الذي يلبي حاجته ، وبدأ يفكر ويفكر ويفكر كيف لي أن أبني مشروعي ، وفي يوم حصل أمر غريب ، كان الرجل يقود سيارته حول متنزه قريب من أحد الأبراج العملاقه وينظر بعينيه ليرى نهاية البرج ، إنشغل بالنظر ونسي اته يقود السياره ! فارتطم بحاجز الدخول لهذا البرج ، هو بخير إنما تسبب لسيارته وبمدخل البرج بضرر بالغ ، التزم مقعده ، جالسا يفكر ، وينظر ، ماذا فعلت بنفسي ، هل أنا بحلم ام بعلم ، فقرر النزول من سيارته ، ونظر للأعلى فلم يرى نهاية البرج ، واذ به يسقط مغشيا عليه من هول الضرر الذي رآه والذي أكمل عليه نهاية البرج الذي لم يستطيع بلوغه بنظره حتى وهو خارج السياره ، إستيقظ هذا الرجل في المستشفى من غيبوبته ، وكان يجلس بجانبه أناس لا يعرفهم ، ولم يسبق ان رآهم ، وما هي الا ثوان معدوده ، ودخل رجل من الباب له هيبته ما ان طل عليهم هبوا واقفين ، إستغرب الرجل محدثا نفسه ، من هم هؤلاء ؟ ، وبدأ يراجع نفسه هل أنا حي ؟ هل أنا فلان ؟ هل فعلا حصل معي كذا وكذا ؟ فتأكد من ان ذاكرته لم تغادره وانه بصحة وعافيه ، متبقي ان يعرف من هؤلاء وماذا يريدون ، فسأل كبيرهم ذو الهيبه ! بشكل مباشر دون مقدمات أواستلطاف ، استاذي من انت ؟ ومن هم؟ هل أعرفكم ؟! فرد عليه ذو الهيبه نعم نحن نعرفك جيدا ولكنك لا تعرفنا ، وانحنا صاحب الهيبه لأذن الرجل وقال له بصوت خافت - أنت صاحب شركتنا
😲!!!!!!
الحلقه الثانيه...
ذهل الرجل مما سمع وبدأ يعيد كرته لاختبار ذاكرته ، فوجد انه بافضل حال ، بدأ يسأل من حوله اسئله تكاد لا يسمعها احد سواه ، وعندما لم يجبه احد ، قرر ان يرفع صوته اكثر، واخيرا سمعه احدهم ، واجابه سريعا نعم نحن نعمل بشركتك.
فأعاد الرجل قصة حياته لهم واين توقفت حياته باخر مشهد عندما ارتطم بحاجز البرج وانه من هول الحادث ما عاد يعرف ماذا حصل بعدها، فسألهم كم لي بالمستشفى ، اريد ان اعلم ماذا حصل لي ، بدأت اشعر اني بدوامه وكأن الحادث حصل لي الان ، يجب ان تجيبوني لاخرج مما انا فيه .. كان هول سؤاله يفوق توقعات الجميع كانو ينتظرون هذا السؤال منذ ان حصل الحادث ، ولكنهم ما عرفو كيف سيجيبونه لهذا السؤال ، رغم انهم توقعوه منه - فما كان من احدهم الا ان قال له كلنا نولد من جديد كلما نفيق بيوم جديد وهذا اليوم وبعودتك نحن كلنا عدنا للحياه من جديد ، والمهم انك بعافيه وصحه ونريد ان نذهب للتنزه ، يجب ان تغير اجواء هذه المستشفى وهذا نصح الاطباء ، فلزم الرجل الصمت وقال بايماء رأسه للاسفل والاعلى نعم نعم . ولكن من انا 😟
الحلقه الثالثه ....
لحظات من التوتر عمت ارجاء غرفته ، أصبح الجميع في ذهول خوفا من ان يكون فاقدا لذاكرته ، سؤاله من أنا أفزع الجميع حتى الأطباء ، فأخذ أحدهم بيده وقال اليك هذا المعطف الأجواء بارده بالخارج ، فقال له الطبيب عليك ان تحافظ على درجة حرارتك الطبيعيه ولا تعرض نفسك للبرد القارس ، وبدأ الطبيب ينبه الجميع بالإعتناء بالرجل ومساعدته للخروج من نفسه للعوده لحياته الطبيعيه ، وهم بطريقهم للتنزه وعلى خط سيرهم مرو من أمام ذلك البرج !! ، نعم البرج الذي كان ينظر له بعينيه ثم اصطدم وغاب عن وعيه ، وكل من بالسياره بدءأو يتحدثوا عن البرج وكم الذكاء الإصطناعي الذي بداخله ، ولكن الرجل ليس هنا ، لم يعير البرج أي إهتمام ، ولم يعد يريد أن يرى قمته الشاهقة الإرتفاع ، وكان فقط مبتسم ابتسامه مشرقه بالسرور والسعاده ،
كان من معه بشدة الأسف ، فلم يكن لهم مكان ليذهبوا به ، كانو يريدون اعادته للبرج ، فالحقيقه المره أن الطبيب وضع نسبة كبيره لعودة ذاكرته بحال مر من آخر نقطه رآها قبل غيبوبته ، خصوصا ان الرجل تذكر تفاصيل مهمه عن الحادثه والبرج ، فقرر الطبيب مع الحاضرين إخراج الرجل لهذه النزهه ، ولكن ماذا حصل لماذا لم يعد يتذكر البرج ؟! فأتصل أحدهم بالطبيب من خارج السياره ، وطلب منهم أن يحاولوا إستدراجه لقصته ليرويها بنفسه مجددا ، وبأثناء وهو يرويها يتم المرور من قرب البرج ويشير أحدهم ها هو البرج الذي إرتطمت به ، قال الطبيب لهم أريد أحدا ينقل لي الصوره كامله بحركات وجهه بتأثره فكل التفاصيل تهمني كطبيب لحالته ، فنفذوا كلام الطبيب ووصلوا بقرب البرج وهو يروي القصه ولكن لم يأبه لموقع الحادث برغم التكرار عليه بأنه البرج الذي إرتطت به ، توقفوا على البوابه ، وأنزلوه ، أصبح يقف بموقع الحادث بالضبط ، وقالو له أنظر لقمة البرج ما أجملها ، فما ان رفع نظره ليبصر القمه إلا وأصبح يقول ، أخيرا ، الحمد لله ، قد أرهقني التفكير فعلا ، إنتهى الأمر ، وجدتها ، هذه الفكره الأفضل ، أعيدوني للشركه الآن 😏..
الحلقه الرابعه والأخيره ....
كان طلبه قد إقشعرت أبدان من حوله هل عاد لذاكرته ماذا حصل وابلغوا الطبيب لقد طلب العوده للشركه بعد أن قال وجدتها إنتهى الأمر هذه الفكره الأفضل ، فأكد لهم الطبيب ان حالته تستقر فهو عاد لنقطه هو توقف عندها وهذا اغلب ظني ، أعيدوه وضعوني بصورة كل ما يحصل ، ما ان وصل الرجل طلب من سكرتيره الخاص إجتماع بعد ساعه وبأثنائها على كل موظف يحضر الإجتماع بأقل تقدير كل موظف بفكره مربحه وبنفس الوقت تدعم حاجة ذوي الدخل المحدود وطلب بمقدمتهم المحامي القانوني للشركه ، فتم تجهيز البرج إستعدادا للإجتماع وبالفعل بدأ الإجتماع بالترحيب بكافة موظفي الشركه ويفتتح الإجتماع قائلا أحمد الله تعالى ان امد عمري كي أحقق ما رأيته بغيبوبتي ! لقد رأيت نفسي موظف واتنقل بين الشركات كموظف وتقلدت مناصب كثيره وأخيرا قررت أن أنشئ مشروع يساعد الناس على تحسين دخلهم ووجدتني اعطف على المساكين وابحث عن الفقراء لأكون سببا بعد الله في توفير قوت يومهم ودعمهم بما استطيع إلا اني أفقت من غيبوبتي وأصبحت ارى واقعي المرير الذي كنت أعيشه فلم التفت يوما لتلك الطبقه كان كل همي كيف أكسب المال وكيف أقلص أجوركم وأعدكم بأجور افضل مقتنصا ان الوضع العام سيئ وما ان نخرج منه سيتم تحسين وضعكم للأفضل وكل ذلك لأخرج بأفضل ارباح وكيف كنت شديدا عليكم لا ابالي بالمحتاج ولا افكر بذوي الحاجه والمساكين وذوي الدخل المحدود وانظر لكم نظره دونيه وكأنكم عبيدي ! ، كان الجميع يسمعونه بدهشه لا يمكن لهذا الرجل ان يغيره حادث هل معقول ذلك لقد جن الرجل بعد الحادث وبدأ دوي الموظفين حول الرجل وقال ، سأختصر لكم كل ما يدور بأذهانكم ، أنا كنت في غيبوبه قبل الحادث وبعد الحادث رأيت ما يجب ان أقوم به وهذا ليس مجرد كلام ولست كما تظنون فالحادث إنتقل بي ليوم غير معلوم ووجدتني أقف أمام ربي ليس لدي إجابه عن مالي أين انفقته ورأيت منزلتي بذلك اليوم إن كنت انفقته بفعل الخير وإرضاء الناس بمساعدتهم وبذل الغالي والنفيس لأني لم أجد معي أي مال ولا حتى سمعه طيبه ، ذلك ما جعلني أصحوا من غيبوبتي بهذه الدنيا لأني أريد أن أفعل كل شيئ يرفعني منزله بآخرتي وهذا كل إهتمامي وللتأكيد لكم عن حسن نيتي والتي ستحقق لكم وفورا كافة مطالبكم ومطالب من حولكم ، هذه مذكره أعددتها خلال الساعه التي كنتم فيها تتجهزون للإجتماع وبها اعتمادي للمحامي القانوني في الشركه على تنفيذ الآتي :.
أولا : تعديل عقود العمل بين الشركه والموظف لتصبح مفتوحة المده وبأجر مبنيا على أقدمية العمل بالشركه عن كل سنه 500 ريال من ثم يضاف له راتب المسمى وكافة مميزات الوظيفه التي يتقلدها ويتقنها حسب الأنظمه والمعايير الدوليه .
ثانيا : العقد ينص على أن الموظف شريك في أرباح الشركه السنويه بنسبه ستقررها الإداره الماليه لتكون متناسبه مع ذوي الرواتب المنخفضه أكثر من الرواتب المرتفعه في الشركه .
ثالثا : سينص العقد أن أي موظف سيعمل بالشركه ويقدم مشروع تتوافق مع مبادئ وأنظمه الشركه وأهدافها سيقلد عليها مديرا أو يختار المدير الذي يراه مناسبا للمشروع إن كان مشاركا بالفكره فقط ويحق له أرباحا عن اي دخل يأتي من المشروع وكذلك من يتقلد إدارته حسب ما ستراه وتقرره الإداره الماليه .
رابعا : سينص عقد الموظف على تمكنه من إقتراض 10 أضعاف راتبه من الشركه بنفس النظم والسياسات المعده بمؤسسة النقد ودون أي أرباح أو نسب أوعموله ومن أول يوم عمل بإمكانه ذلك بمجرد الموافقه على عقد العمل .
ثم قال الرجل النقاط التي ذكرتها ما هي الا جزء لا يتجزأ من أهم بنوده لأن هذه الأموال أمدنا بها الخالق لتساعدنا جميعا ولنساعد بها الآخرين لا لأن يكنزها أحد فهي الوسيله لبلوغ رضى الخالق إن صرفت بما يرضيه فمن كان يوافقني ليرفع يده ،
وما ان انتهى إلا وكافة موظفي الشركه يقفون مصفقين ومهللين بقراراته التي أبهجت الجميع من صغيرهم لكبيرهم ومستبشرين بما هو قادم مبتسمين مبتهجين كافة معالم السرور بدت تظهر على كافتهم دون إستثناء
وبعد تطبيق القرارات إستمروا العاملين بالشركه في النهوض وتحقيق كافة الأهداف وكل ما اوصى به الرجل كانو يحققونه منذ اليوم الأول ولم يعد هناك في مدينته أحد إلا ويعرف شركته التي بنيت على أساس متين وتعطي المحتاج قبل الغني وبعد مرور عشرة اعوام إنتقل الرجل لرحمة الله وشيع جنازته ملايين الناس كانو يبكون على فراقه
وأمتد عهد الشركه بكافة قرارته وبقيت حتى يومنا هذا بنفس النهج وكل من فيها محبين للخير لا يسعون خلف مصلحه أكثر من سعيهم خلف الخير لإسعاد الآخرين .
أتمنى ان تكون أعجبتكم حتى وإن كانت من خيال
أنتهت .......
اكمل انت تستطيع نحن معك سوف تصل
ردحذف